سلسة الوبائياتمركز الموارد البحثي

الجزء السّابع والثّمانون: المُعدّلات الخام

المعدّلات الخام بسيطة جداً وواضحة تماماً، وتحسب عن طريق تقسيم العدد الكلّي للحالات خلال فترة زمنيّة معينة على مجموع الجمهرة الكليّ.
لو فرضنا لدى الجمهرة (ب) معدّل خام أعلى للمرض، وإذا اعتبرنا هاتين الجمهرتين معرضتين للتعرض المرغوب بدراسته، فهل يعني ذلك أن العيش في الجمهرة (ب) أكثر خطورة مقارنة بالجمهرة (أ)؟ يبلغ عدد سكّان الجمهرة (أ) 50000 نسمة مع 4000 حالة وفاة بسبب السرطان سنويّاً، ويبلغ عدد سكان الجمهرة (ب) 52000 نسمة مع 5080 حالة وفاة بسبب السرطان سنويّاً. فالسؤال هنا: هل يعتبر العيش في الجمهرة (ب) أكثر خطورةً؟

تكمن مشكلة هذه المقارنة في أن المعدّل الخام يمثّل المعدّل الوسطي لإجمالي المرض، ولا يأخذ بالحسبان عوامل الالتباس المحتملة.
عامل الالتباس هو في الأساس عامل خطرٍ آخر للنتيجة المُقارنة موزّع بين الجمهرتين أيضاً بشكل غير متكافئ، وفي هذه الحالة، يُشكّل العمر عامل خطرٍ مستقلٍ لوفيّات السرطان، ولكن ما نرغب معرفته حقاً إن كانت هناك اختلافات في وفيّات السرطان بين الجمهرتين لا ترجع إلى فروقات العمر، أي اختلافات في الوفيّات مستقلة عن فروقات في العمر؛ وإذا كان التوّزيع العمري للجمهرتين غير متكافئ، فإن ذلك سيُشوّه المقارنة المرغوب بدراستها.

فعلى سبيل المثال، قد يكون للجمهرة (ب) نسبة مئويّة أكبر من المسنّين -ومن المعروف أن خطر الوفيّات بسبب السرطان يزداد مع التقدم في السّن بغض النظر عن الظروف البيئيّة- فإذا كان الأمر كذلك سيبدو خطر الوفاة بسبب السرطان في الجمهرة (ب) أكبر نتيجة زيادة أعداد المسنين والذين لديهم أصلاً خطر أكبر للوفاة.

بعبارة أخرى، معدّل الوفيّات الخام للجمهرة (ب) قد يكون أعلى لمجرد أنها تشتمل على عدد أكبر من المسنين؛ وفي هذا السياق قد تبرز أهميّة مقارنة معدّلات الوفيّات دون تأثير التباس العمر غير المرغوب فيه.
تصبح هذه المشكلة أكثر وضوحاً بالفحص المفصل ودراسة معدّلات العمر النوعيّة للوفيّات لكلا الجمهرتين، كما هو مبين أدناه.

المعدّلات النوعيّة للعمر

في هذا المثال الافتراضي، يبين الجدول أدناه أن معدّلات الوفيّات النوعية للعمر متطابقة تماماً بين المجموعتين؛ وبعبارة أخرى، يُبدي أفراد الجمهرتين نفس الخطر في أيّ مجموعة عمريّة.

لاحظ أن خطر الوفيّات يزداد مع التقدم في السّن، والجمهرة (ب) لديها نسبة مئوية أكبر من المسنّين؛ وهذا معناه

أن الجمهرة (ب) تضمّ مسنّين بشكل أكبر، وبما أن العمر يرتبط أيضاً بخطر الوفاة؛ فإن مقارنة المعدّلات الخام غير عادلة، بسبب التوزيع غير المتكافئ للعمر.

بما أن المعدّلات النوعيّة للعمر متطابقة، فإن خطر الوفاة بالسرطان هو نفسه في هاتين الجمهرتين؛ وما يجعل المعدّلات الخام مختلفة هو أن كبار السّن أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان، والجمهرة (ب) تضمّ نسبة أكبر منهم.

بعبارة أخرى، المعدّلات النوعيّة للعمر هي ذاتها، لكن ارتفاع مقدار كبار السّن في الجمهرة (ب) يعني أن إجمالي المعدّلات الخام تزن أكثر بين المسنين بالمعدّلات النوعيّة للعمر.

المساهمون:

ترجمة: طارق ترك
تدقيق: د. هيا محمّد خير

المصدر: Boston University Educational Course

http://sphweb.bumc.bu.edu/otlt/MPH-Modules/EP/EP713_StandardizedRates/EP713_StandardizedRates2.html

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى